يقول الكاتب إبراهيم أصلان في قصته «العجوز والوردة»: أعبر ميدان التحرير من ناحية المتحف المصري في طريقي إلى ناحية عمر مكرم، وكان هناك كثير من العابرين، والقليل من الذين يجلسون على الأرائك الحجرية أمام الممرات المرصوفة والرقع المغطاة بالحشائش والأسوار الحديدية القصيرة. مع المجهود تعاودني الآلام أحيانًا فأتوقف لأستريح. في هذه المرة توقفت أمام بائع يجلس وراء طاولة عبارة عن لوح خشبي محمول على أرجل، ورحت أتفرج على الأقلام المعروضة والمفكات وحجارة البطاريات ومشابك الغسيل ومقصات الأظافر وجلود الساعات والعدسات المكبرة وغيرها من الأغراض، وكانت هناك حزمة من أربطة الأحذية معقودة في طرف هذا اللوح ومُدلَّاة من الجنب، وأنا اندهشت للمصادفة، وطلبت منه رباطًا أسود؛ لأنني ظللت طوال العام الأخير أسأل عن رباط لكي أستخدم حذائي الآخَر المركون دون جدوى. كنت أتابع الألم وهو يخف على مهل، وكان الرجل مشغولًا بفك عقدة حزمة الأربطة بأسنانه عندما رأيت طفلة تلعب في الفَسَحة التي أقف فيها، كانت ترتدي فستانًا صوفيًّا قصيرًا برتقالي اللون، وجوربًا أبيض، ولها ضفيرة ذهبية تتأرجح على ظهرها. كانت البنت تضم إلى صدرها باقة مفكوكة من الورود البلدية البيضاء، وهي كانت تنط على ساق واحدة من هنا إلى هناك، ثم اقْتَرَبَت من العجوز الذي يجلس على الأريكة الحجرية في الجانب الآخَر من هذه الفسحة، ووَقَفَت تتأمله. كان وحيدًا يضم يديه في حجره وقد أطرق برأسه شبه الخالي، والبنت بعدما تفرجت عليه تناولت وردة من الباقة التي تضمها إلى صدرها، ومدتها إليه وهي واقفة على مسافة منه، ومرت فترة قبل أن يرفع وجهه المجهد ويراها وهي تمد يدها الصغيرة بالوردة من بعيد. العجوز تأملها بدوره ورفع يده عن حجره بتكاسل ومدها، وهي ترددت ثم اقتربت قليلًا تسبقها ذراعها وهي تُمسِك الوردة من طرف ساقها، ومال هو بجسمه أكثر ومد ذراعه عن آخِرها وقد اتسعت ابتسامته، وتناول الوردة، والبنت استدارت تجري ناحية امرأة شابة كانت تجلس في الناحية الأخرى وإلى جوارها حقيبة من قماش مقفول، ووقفت بين ركبتيها، والمرأة الشابة احتضنتها ثم قامت. حملت حقيبتها في يدها وانصرفتا، ورأيتهما من الخلف وهما تبتعدان. الأم في معطفها البني الفاتح والبنت في فستانها البرتقالي القصير وقد رفعت يدها الخالية إلى يد أمها. لم يكن بوسعي أن أرى باقة الورد؛ لأنها كانت تضمها إلى صدرها بينما أنا ألمحها من الخلف وضفيرتها الذهبية الوحيدة ثابتة على ظهرها، وأنا وضعت رباط الحذاء في جيبي، وخف الألم، وعبرت الساحة راغبًا أن أواصل طريقي من الناحية التي يجلس فيها الرجل. كانت الوردة بيضاء، وهو يُمسِك طرف ساقها بين يديه الاثنتين وقد أراحهما في حجره، وكان صدره النحيل مفرودًا وهو يرفع وجهه عاليًا نحو الجهة التي غابت فيها المرأة الشابة وابنتها الصغيرة. في ضوء فَهْمك للسياق، في أيِّ مادة نكشف في المعجم عن كلمة «تعاودني»؟

يقول الكاتب إبراهيم أصلان في قصته «العجوز والوردة»: أعبر ميدان التحرير من ناحية المتحف المصري في طريقي إلى ناحية عمر مكرم، وكان هناك كثير من العابرين، والقليل من الذين يجلسون على الأرائك الحجرية أمام الممرات المرصوفة والرقع المغطاة بالحشائش والأسوار الحديدية القصيرة. مع المجهود تعاودني الآلام أحيانًا فأتوقف لأستريح. في هذه المرة توقفت أمام بائع يجلس وراء طاولة عبارة عن لوح خشبي محمول على أرجل، ورحت أتفرج على الأقلام المعروضة والمفكات وحجارة البطاريات ومشابك الغسيل ومقصات الأظافر وجلود الساعات والعدسات المكبرة وغيرها من الأغراض، وكانت هناك حزمة من أربطة الأحذية معقودة في طرف هذا اللوح ومُدلَّاة من الجنب، وأنا اندهشت للمصادفة، وطلبت منه رباطًا أسود؛ لأنني ظللت طوال العام الأخير أسأل عن رباط لكي أستخدم حذائي الآخَر المركون دون جدوى. كنت أتابع الألم وهو يخف على مهل، وكان الرجل مشغولًا بفك عقدة حزمة الأربطة بأسنانه عندما رأيت طفلة تلعب في الفَسَحة التي أقف فيها، كانت ترتدي فستانًا صوفيًّا قصيرًا برتقالي اللون، وجوربًا أبيض، ولها ضفيرة ذهبية تتأرجح على ظهرها. كانت البنت تضم إلى صدرها باقة مفكوكة من الورود البلدية البيضاء، وهي كانت تنط على ساق واحدة من هنا إلى هناك، ثم اقْتَرَبَت من العجوز الذي يجلس على الأريكة الحجرية في الجانب الآخَر من هذه الفسحة، ووَقَفَت تتأمله. كان وحيدًا يضم يديه في حجره وقد أطرق برأسه شبه الخالي، والبنت بعدما تفرجت عليه تناولت وردة من الباقة التي تضمها إلى صدرها، ومدتها إليه وهي واقفة على مسافة منه، ومرت فترة قبل أن يرفع وجهه المجهد ويراها وهي تمد يدها الصغيرة بالوردة من بعيد. العجوز تأملها بدوره ورفع يده عن حجره بتكاسل ومدها، وهي ترددت ثم اقتربت قليلًا تسبقها ذراعها وهي تُمسِك الوردة من طرف ساقها، ومال هو بجسمه أكثر ومد ذراعه عن آخِرها وقد اتسعت ابتسامته، وتناول الوردة، والبنت استدارت تجري ناحية امرأة شابة كانت تجلس في الناحية الأخرى وإلى جوارها حقيبة من قماش مقفول، ووقفت بين ركبتيها، والمرأة الشابة احتضنتها ثم قامت. حملت حقيبتها في يدها وانصرفتا، ورأيتهما من الخلف وهما تبتعدان. الأم في معطفها البني الفاتح والبنت في فستانها البرتقالي القصير وقد رفعت يدها الخالية إلى يد أمها. لم يكن بوسعي أن أرى باقة الورد؛ لأنها كانت تضمها إلى صدرها بينما أنا ألمحها من الخلف وضفيرتها الذهبية الوحيدة ثابتة على ظهرها، وأنا وضعت رباط الحذاء في جيبي، وخف الألم، وعبرت الساحة راغبًا أن أواصل طريقي من الناحية التي يجلس فيها الرجل. كانت الوردة بيضاء، وهو يُمسِك طرف ساقها بين يديه الاثنتين وقد أراحهما في حجره، وكان صدره النحيل مفرودًا وهو يرفع وجهه عاليًا نحو الجهة التي غابت فيها المرأة الشابة وابنتها الصغيرة. حدِّد ممَّا يأتي مضاد كلمة «أطرق».

يقول الكاتب إبراهيم أصلان في قصته «العجوز والوردة»: أعبر ميدان التحرير من ناحية المتحف المصري في طريقي إلى ناحية عمر مكرم، وكان هناك كثير من العابرين، والقليل من الذين يجلسون على الأرائك الحجرية أمام الممرات المرصوفة والرقع المغطاة بالحشائش والأسوار الحديدية القصيرة. مع المجهود تعاودني الآلام أحيانًا فأتوقف لأستريح. في هذه المرة توقفت أمام بائع يجلس وراء طاولة عبارة عن لوح خشبي محمول على أرجل، ورحت أتفرج على الأقلام المعروضة والمفكات وحجارة البطاريات ومشابك الغسيل ومقصات الأظافر وجلود الساعات والعدسات المكبرة وغيرها من الأغراض، وكانت هناك حزمة من أربطة الأحذية معقودة في طرف هذا اللوح ومُدلَّاة من الجنب، وأنا اندهشت للمصادفة، وطلبت منه رباطًا أسود؛ لأنني ظللت طوال العام الأخير أسأل عن رباط لكي أستخدم حذائي الآخَر المركون دون جدوى. كنت أتابع الألم وهو يخف على مهل، وكان الرجل مشغولًا بفك عقدة حزمة الأربطة بأسنانه عندما رأيت طفلة تلعب في الفَسَحة التي أقف فيها، كانت ترتدي فستانًا صوفيًّا قصيرًا برتقالي اللون، وجوربًا أبيض، ولها ضفيرة ذهبية تتأرجح على ظهرها. كانت البنت تضم إلى صدرها باقة مفكوكة من الورود البلدية البيضاء، وهي كانت تنط على ساق واحدة من هنا إلى هناك، ثم اقْتَرَبَت من العجوز الذي يجلس على الأريكة الحجرية في الجانب الآخَر من هذه الفسحة، ووَقَفَت تتأمله. كان وحيدًا يضم يديه في حجره وقد أطرق برأسه شبه الخالي، والبنت بعدما تفرجت عليه تناولت وردة من الباقة التي تضمها إلى صدرها، ومدتها إليه وهي واقفة على مسافة منه، ومرت فترة قبل أن يرفع وجهه المجهد ويراها وهي تمد يدها الصغيرة بالوردة من بعيد. العجوز تأملها بدوره ورفع يده عن حجره بتكاسل ومدها، وهي ترددت ثم اقتربت قليلًا تسبقها ذراعها وهي تُمسِك الوردة من طرف ساقها، ومال هو بجسمه أكثر ومد ذراعه عن آخِرها وقد اتسعت ابتسامته، وتناول الوردة، والبنت استدارت تجري ناحية امرأة شابة كانت تجلس في الناحية الأخرى وإلى جوارها حقيبة من قماش مقفول، ووقفت بين ركبتيها، والمرأة الشابة احتضنتها ثم قامت. حملت حقيبتها في يدها وانصرفتا، ورأيتهما من الخلف وهما تبتعدان. الأم في معطفها البني الفاتح والبنت في فستانها البرتقالي القصير وقد رفعت يدها الخالية إلى يد أمها. لم يكن بوسعي أن أرى باقة الورد؛ لأنها كانت تضمها إلى صدرها بينما أنا ألمحها من الخلف وضفيرتها الذهبية الوحيدة ثابتة على ظهرها، وأنا وضعت رباط الحذاء في جيبي، وخف الألم، وعبرت الساحة راغبًا أن أواصل طريقي من الناحية التي يجلس فيها الرجل. كانت الوردة بيضاء، وهو يُمسِك طرف ساقها بين يديه الاثنتين وقد أراحهما في حجره، وكان صدره النحيل مفرودًا وهو يرفع وجهه عاليًا نحو الجهة التي غابت فيها المرأة الشابة وابنتها الصغيرة. يٌّ من الآتي يصلح أن يكون عنوانًا مناسبًا للقصة؟

يقول الكاتب إبراهيم أصلان في قصته «العجوز والوردة»: أعبر ميدان التحرير من ناحية المتحف المصري في طريقي إلى ناحية عمر مكرم، وكان هناك كثير من العابرين، والقليل من الذين يجلسون على الأرائك الحجرية أمام الممرات المرصوفة والرقع المغطاة بالحشائش والأسوار الحديدية القصيرة. مع المجهود تعاودني الآلام أحيانًا فأتوقف لأستريح. في هذه المرة توقفت أمام بائع يجلس وراء طاولة عبارة عن لوح خشبي محمول على أرجل، ورحت أتفرج على الأقلام المعروضة والمفكات وحجارة البطاريات ومشابك الغسيل ومقصات الأظافر وجلود الساعات والعدسات المكبرة وغيرها من الأغراض، وكانت هناك حزمة من أربطة الأحذية معقودة في طرف هذا اللوح ومُدلَّاة من الجنب، وأنا اندهشت للمصادفة، وطلبت منه رباطًا أسود؛ لأنني ظللت طوال العام الأخير أسأل عن رباط لكي أستخدم حذائي الآخَر المركون دون جدوى. كنت أتابع الألم وهو يخف على مهل، وكان الرجل مشغولًا بفك عقدة حزمة الأربطة بأسنانه عندما رأيت طفلة تلعب في الفَسَحة التي أقف فيها، كانت ترتدي فستانًا صوفيًّا قصيرًا برتقالي اللون، وجوربًا أبيض، ولها ضفيرة ذهبية تتأرجح على ظهرها. كانت البنت تضم إلى صدرها باقة مفكوكة من الورود البلدية البيضاء، وهي كانت تنط على ساق واحدة من هنا إلى هناك، ثم اقْتَرَبَت من العجوز الذي يجلس على الأريكة الحجرية في الجانب الآخَر من هذه الفسحة، ووَقَفَت تتأمله. كان وحيدًا يضم يديه في حجره وقد أطرق برأسه شبه الخالي، والبنت بعدما تفرجت عليه تناولت وردة من الباقة التي تضمها إلى صدرها، ومدتها إليه وهي واقفة على مسافة منه، ومرت فترة قبل أن يرفع وجهه المجهد ويراها وهي تمد يدها الصغيرة بالوردة من بعيد. العجوز تأملها بدوره ورفع يده عن حجره بتكاسل ومدها، وهي ترددت ثم اقتربت قليلًا تسبقها ذراعها وهي تُمسِك الوردة من طرف ساقها، ومال هو بجسمه أكثر ومد ذراعه عن آخِرها وقد اتسعت ابتسامته، وتناول الوردة، والبنت استدارت تجري ناحية امرأة شابة كانت تجلس في الناحية الأخرى وإلى جوارها حقيبة من قماش مقفول، ووقفت بين ركبتيها، والمرأة الشابة احتضنتها ثم قامت. حملت حقيبتها في يدها وانصرفتا، ورأيتهما من الخلف وهما تبتعدان. الأم في معطفها البني الفاتح والبنت في فستانها البرتقالي القصير وقد رفعت يدها الخالية إلى يد أمها. لم يكن بوسعي أن أرى باقة الورد؛ لأنها كانت تضمها إلى صدرها بينما أنا ألمحها من الخلف وضفيرتها الذهبية الوحيدة ثابتة على ظهرها، وأنا وضعت رباط الحذاء في جيبي، وخف الألم، وعبرت الساحة راغبًا أن أواصل طريقي من الناحية التي يجلس فيها الرجل. كانت الوردة بيضاء، وهو يُمسِك طرف ساقها بين يديه الاثنتين وقد أراحهما في حجره، وكان صدره النحيل مفرودًا وهو يرفع وجهه عاليًا نحو الجهة التي غابت فيها المرأة الشابة وابنتها الصغيرة. ما الصورة البيانية في قول الكاتب: «تعاودني الآلام»؟ وبِمَ تُوحِي؟

يقول الكاتب إبراهيم أصلان في قصته «العجوز والوردة»: أعبر ميدان التحرير من ناحية المتحف المصري في طريقي إلى ناحية عمر مكرم، وكان هناك كثير من العابرين، والقليل من الذين يجلسون على الأرائك الحجرية أمام الممرات المرصوفة والرقع المغطاة بالحشائش والأسوار الحديدية القصيرة. مع المجهود تعاودني الآلام أحيانًا فأتوقف لأستريح. في هذه المرة توقفت أمام بائع يجلس وراء طاولة عبارة عن لوح خشبي محمول على أرجل، ورحت أتفرج على الأقلام المعروضة والمفكات وحجارة البطاريات ومشابك الغسيل ومقصات الأظافر وجلود الساعات والعدسات المكبرة وغيرها من الأغراض، وكانت هناك حزمة من أربطة الأحذية معقودة في طرف هذا اللوح ومُدلَّاة من الجنب، وأنا اندهشت للمصادفة، وطلبت منه رباطًا أسود؛ لأنني ظللت طوال العام الأخير أسأل عن رباط لكي أستخدم حذائي الآخَر المركون دون جدوى. كنت أتابع الألم وهو يخف على مهل، وكان الرجل مشغولًا بفك عقدة حزمة الأربطة بأسنانه عندما رأيت طفلة تلعب في الفَسَحة التي أقف فيها، كانت ترتدي فستانًا صوفيًّا قصيرًا برتقالي اللون، وجوربًا أبيض، ولها ضفيرة ذهبية تتأرجح على ظهرها. كانت البنت تضم إلى صدرها باقة مفكوكة من الورود البلدية البيضاء، وهي كانت تنط على ساق واحدة من هنا إلى هناك، ثم اقْتَرَبَت من العجوز الذي يجلس على الأريكة الحجرية في الجانب الآخَر من هذه الفسحة، ووَقَفَت تتأمله. كان وحيدًا يضم يديه في حجره وقد أطرق برأسه شبه الخالي، والبنت بعدما تفرجت عليه تناولت وردة من الباقة التي تضمها إلى صدرها، ومدتها إليه وهي واقفة على مسافة منه، ومرت فترة قبل أن يرفع وجهه المجهد ويراها وهي تمد يدها الصغيرة بالوردة من بعيد. العجوز تأملها بدوره ورفع يده عن حجره بتكاسل ومدها، وهي ترددت ثم اقتربت قليلًا تسبقها ذراعها وهي تُمسِك الوردة من طرف ساقها، ومال هو بجسمه أكثر ومد ذراعه عن آخِرها وقد اتسعت ابتسامته، وتناول الوردة، والبنت استدارت تجري ناحية امرأة شابة كانت تجلس في الناحية الأخرى وإلى جوارها حقيبة من قماش مقفول، ووقفت بين ركبتيها، والمرأة الشابة احتضنتها ثم قامت. حملت حقيبتها في يدها وانصرفتا، ورأيتهما من الخلف وهما تبتعدان. الأم في معطفها البني الفاتح والبنت في فستانها البرتقالي القصير وقد رفعت يدها الخالية إلى يد أمها. لم يكن بوسعي أن أرى باقة الورد؛ لأنها كانت تضمها إلى صدرها بينما أنا ألمحها من الخلف وضفيرتها الذهبية الوحيدة ثابتة على ظهرها، وأنا وضعت رباط الحذاء في جيبي، وخف الألم، وعبرت الساحة راغبًا أن أواصل طريقي من الناحية التي يجلس فيها الرجل. كانت الوردة بيضاء، وهو يُمسِك طرف ساقها بين يديه الاثنتين وقد أراحهما في حجره، وكان صدره النحيل مفرودًا وهو يرفع وجهه عاليًا نحو الجهة التي غابت فيها المرأة الشابة وابنتها الصغيرة. يُّ العناصر الآتية لم يعتمد الكاتب عليه في قصته دون أن يؤثِّر في بنائها؟

يقول الكاتب محمد تيمور في قصته «في القطار»: صباح ناصع الجبين يجلي عن القلب الحزين ظلماته، ويرد للشيخ شبابه، ونسيم عليل ينعش الأفئدة، ويسري عن النفس همومها، وفي الحديقة تتمايل الأشجار يمنة ويسرة كأنها ترقص لقدوم الصباح، والناس تسير في الطريق وقد دبت في نفوسهم حرارة العمل، وأنا مكتئب النفس أنظر من النافذة لجمال الطبيعة، وأسائل نفسي عن سر اكتئابها فلا أهتدي لشيء. تناولت ديوان موسيه وحاولت القراءة فلم أفلح، فألقيت به على الخوان، وجلست على مقعد، واستسلمت للتفكير كأني فريسة بين مخالب الدهر. مكثت حينًا أفكر، ثم نهضت واقفًا وتناولت عصاي وغادرت منزلي، وسرت وأنا لا أعلم إلى أي مكان تقودني قدماي، إلى أن وصلت إلى محطة باب الحديد، وهناك وقفت مفكرًا، ثم اهتديت للسفر ترويحًا للنفس، وابتعت تذكرة — درجة ثانية — وركبت القطار للضيعة لأقضي فيها نهاري بأكمله. جلست في إحدى غرف عربات القطار بجوار النافذة، ولم يكن بها أحد سواي، وما لبثت في مكاني قليلًا حتى سمعت صوت بائع الجرائد يطن في أذني: «وادي النيل، الأهرام، المقطم»، فابتعت إحداها وهممت بالقراءة، وإذا بباب الغرفة قد انفتح، ودخل شيخ من المعممين، أسمر اللون، طويل القامة، نحيف القوام، كث اللحية، له عينان أقفل أجفانهما الكسل، فكأنه لم يستيقظ من نومه بعد، وجلس الأستاذ غير بعيد عني، وخلع مركوبه الأحمر قبل أن يتربع على المقعد، ثم بصق على الأرض ثلاثًا ماسحًا شفتيه بمنديل أحمر يصلح أن يكون غطاءً لطفل صغير، ثم أخرج من جيبه مسبحة ذات مائة حبة وحبة، وجعل يردد اسم الله والنبي والصحابة والأولياء الصالحين، فحولت نظري عنه، فإذا بي أرى في الغرفة شابًّا لا أدري من أين دخل علينا، ولعل انشغالي برؤية الأستاذ منعني أن أرى الشاب ساعة دخوله. نظرت إلى الفتى، وتبادر لذهني أنه طالب ريفي انتهى من تأدية امتحانه وهو يعود إلى ضيعته ليقضي إجازته بين أهله وقومه. نظر إليَّ الشاب كما نظرت إليه، ثم أخرج من محفظته رواية من روايات مسامرات الشعب، وهمَّ بالقراءة بعد أن حول نظره عني وعن الأستاذ، ونظرت للساعة راجيًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر رابع، فإذا بأفندي وضَّاح الطلعة، حسن الهندام، دخل غرفتنا وهو يتبختر في مشيته، ويردد أنشودة طالما سمعتها من باعة الفجل والترمس. جلس الأفندي وهو يبتسم واضعًا رجلًا على رجل بعد أن قرأَنا السلام فرددناه رد الغريب على الغريب. وساد السكون في الغرفة، والتلميذ يقرأ روايته، والأستاذ يسبح وهو غائب عن الوجود، والأفندي ينظر لملابسه طورًا وللمسافرين تارة أخرى، وأنا أقرأ وادي النيل منتظرًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر خامس. مكثنا هنيهة لا نتكلم كأنا ننتظر قدوم أحد، فانفتح باب الغرفة، ودخل شيخ يبلغ الستين، أحمر الوجه، برَّاق العينين، يدل لون بشرته على أنه شركسي الأصل، وكان ممسكًا مظلة أكل عليها الدهر وشرب، أما حافة طربوشه فكانت تصل إلى أطراف أذنيه، وجلس أمامي وهو يتفرس في وجوه رفقائه المسافرين كأنه يسألهم من أين هم قادمون، وإلى أين هم ذاهبون، ثم سمعنا صفير القطارة تنبئ الناس بالمسير، وتحرك القطار بعد قليل يقل من فيه إلى حيث هم قاصدون. ما مرادف كلمة «عليل» في قول الكاتب: «ونسيم عليل ينعش الأفئدة»؟

يقول الكاتب محمد تيمور في قصته «في القطار»: صباح ناصع الجبين يجلي عن القلب الحزين ظلماته، ويرد للشيخ شبابه، ونسيم عليل ينعش الأفئدة، ويسري عن النفس همومها، وفي الحديقة تتمايل الأشجار يمنة ويسرة كأنها ترقص لقدوم الصباح، والناس تسير في الطريق وقد دبت في نفوسهم حرارة العمل، وأنا مكتئب النفس أنظر من النافذة لجمال الطبيعة، وأسائل نفسي عن سر اكتئابها فلا أهتدي لشيء. تناولت ديوان موسيه وحاولت القراءة فلم أفلح، فألقيت به على الخوان، وجلست على مقعد، واستسلمت للتفكير كأني فريسة بين مخالب الدهر. مكثت حينًا أفكر، ثم نهضت واقفًا وتناولت عصاي وغادرت منزلي، وسرت وأنا لا أعلم إلى أي مكان تقودني قدماي، إلى أن وصلت إلى محطة باب الحديد، وهناك وقفت مفكرًا، ثم اهتديت للسفر ترويحًا للنفس، وابتعت تذكرة — درجة ثانية — وركبت القطار للضيعة لأقضي فيها نهاري بأكمله. جلست في إحدى غرف عربات القطار بجوار النافذة، ولم يكن بها أحد سواي، وما لبثت في مكاني قليلًا حتى سمعت صوت بائع الجرائد يطن في أذني: «وادي النيل، الأهرام، المقطم»، فابتعت إحداها وهممت بالقراءة، وإذا بباب الغرفة قد انفتح، ودخل شيخ من المعممين، أسمر اللون، طويل القامة، نحيف القوام، كث اللحية، له عينان أقفل أجفانهما الكسل، فكأنه لم يستيقظ من نومه بعد، وجلس الأستاذ غير بعيد عني، وخلع مركوبه الأحمر قبل أن يتربع على المقعد، ثم بصق على الأرض ثلاثًا ماسحًا شفتيه بمنديل أحمر يصلح أن يكون غطاءً لطفل صغير، ثم أخرج من جيبه مسبحة ذات مائة حبة وحبة، وجعل يردد اسم الله والنبي والصحابة والأولياء الصالحين، فحولت نظري عنه، فإذا بي أرى في الغرفة شابًّا لا أدري من أين دخل علينا، ولعل انشغالي برؤية الأستاذ منعني أن أرى الشاب ساعة دخوله. نظرت إلى الفتى، وتبادر لذهني أنه طالب ريفي انتهى من تأدية امتحانه وهو يعود إلى ضيعته ليقضي إجازته بين أهله وقومه. نظر إليَّ الشاب كما نظرت إليه، ثم أخرج من محفظته رواية من روايات مسامرات الشعب، وهمَّ بالقراءة بعد أن حول نظره عني وعن الأستاذ، ونظرت للساعة راجيًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر رابع، فإذا بأفندي وضَّاح الطلعة، حسن الهندام، دخل غرفتنا وهو يتبختر في مشيته، ويردد أنشودة طالما سمعتها من باعة الفجل والترمس. جلس الأفندي وهو يبتسم واضعًا رجلًا على رجل بعد أن قرأَنا السلام فرددناه رد الغريب على الغريب. وساد السكون في الغرفة، والتلميذ يقرأ روايته، والأستاذ يسبح وهو غائب عن الوجود، والأفندي ينظر لملابسه طورًا وللمسافرين تارة أخرى، وأنا أقرأ وادي النيل منتظرًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر خامس. مكثنا هنيهة لا نتكلم كأنا ننتظر قدوم أحد، فانفتح باب الغرفة، ودخل شيخ يبلغ الستين، أحمر الوجه، برَّاق العينين، يدل لون بشرته على أنه شركسي الأصل، وكان ممسكًا مظلة أكل عليها الدهر وشرب، أما حافة طربوشه فكانت تصل إلى أطراف أذنيه، وجلس أمامي وهو يتفرس في وجوه رفقائه المسافرين كأنه يسألهم من أين هم قادمون، وإلى أين هم ذاهبون، ثم سمعنا صفير القطارة تنبئ الناس بالمسير، وتحرك القطار بعد قليل يقل من فيه إلى حيث هم قاصدون. أيٌّ من الآتي لا يصلح أن يكون جمعًا لكلمة «الجبين»؟

يقول الكاتب محمد تيمور في قصته «في القطار»: صباح ناصع الجبين يجلي عن القلب الحزين ظلماته، ويرد للشيخ شبابه، ونسيم عليل ينعش الأفئدة، ويسري عن النفس همومها، وفي الحديقة تتمايل الأشجار يمنة ويسرة كأنها ترقص لقدوم الصباح، والناس تسير في الطريق وقد دبت في نفوسهم حرارة العمل، وأنا مكتئب النفس أنظر من النافذة لجمال الطبيعة، وأسائل نفسي عن سر اكتئابها فلا أهتدي لشيء. تناولت ديوان موسيه وحاولت القراءة فلم أفلح، فألقيت به على الخوان، وجلست على مقعد، واستسلمت للتفكير كأني فريسة بين مخالب الدهر. مكثت حينًا أفكر، ثم نهضت واقفًا وتناولت عصاي وغادرت منزلي، وسرت وأنا لا أعلم إلى أي مكان تقودني قدماي، إلى أن وصلت إلى محطة باب الحديد، وهناك وقفت مفكرًا، ثم اهتديت للسفر ترويحًا للنفس، وابتعت تذكرة — درجة ثانية — وركبت القطار للضيعة لأقضي فيها نهاري بأكمله. جلست في إحدى غرف عربات القطار بجوار النافذة، ولم يكن بها أحد سواي، وما لبثت في مكاني قليلًا حتى سمعت صوت بائع الجرائد يطن في أذني: «وادي النيل، الأهرام، المقطم»، فابتعت إحداها وهممت بالقراءة، وإذا بباب الغرفة قد انفتح، ودخل شيخ من المعممين، أسمر اللون، طويل القامة، نحيف القوام، كث اللحية، له عينان أقفل أجفانهما الكسل، فكأنه لم يستيقظ من نومه بعد، وجلس الأستاذ غير بعيد عني، وخلع مركوبه الأحمر قبل أن يتربع على المقعد، ثم بصق على الأرض ثلاثًا ماسحًا شفتيه بمنديل أحمر يصلح أن يكون غطاءً لطفل صغير، ثم أخرج من جيبه مسبحة ذات مائة حبة وحبة، وجعل يردد اسم الله والنبي والصحابة والأولياء الصالحين، فحولت نظري عنه، فإذا بي أرى في الغرفة شابًّا لا أدري من أين دخل علينا، ولعل انشغالي برؤية الأستاذ منعني أن أرى الشاب ساعة دخوله. نظرت إلى الفتى، وتبادر لذهني أنه طالب ريفي انتهى من تأدية امتحانه وهو يعود إلى ضيعته ليقضي إجازته بين أهله وقومه. نظر إليَّ الشاب كما نظرت إليه، ثم أخرج من محفظته رواية من روايات مسامرات الشعب، وهمَّ بالقراءة بعد أن حول نظره عني وعن الأستاذ، ونظرت للساعة راجيًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر رابع، فإذا بأفندي وضَّاح الطلعة، حسن الهندام، دخل غرفتنا وهو يتبختر في مشيته، ويردد أنشودة طالما سمعتها من باعة الفجل والترمس. جلس الأفندي وهو يبتسم واضعًا رجلًا على رجل بعد أن قرأَنا السلام فرددناه رد الغريب على الغريب. وساد السكون في الغرفة، والتلميذ يقرأ روايته، والأستاذ يسبح وهو غائب عن الوجود، والأفندي ينظر لملابسه طورًا وللمسافرين تارة أخرى، وأنا أقرأ وادي النيل منتظرًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر خامس. مكثنا هنيهة لا نتكلم كأنا ننتظر قدوم أحد، فانفتح باب الغرفة، ودخل شيخ يبلغ الستين، أحمر الوجه، برَّاق العينين، يدل لون بشرته على أنه شركسي الأصل، وكان ممسكًا مظلة أكل عليها الدهر وشرب، أما حافة طربوشه فكانت تصل إلى أطراف أذنيه، وجلس أمامي وهو يتفرس في وجوه رفقائه المسافرين كأنه يسألهم من أين هم قادمون، وإلى أين هم ذاهبون، ثم سمعنا صفير القطارة تنبئ الناس بالمسير، وتحرك القطار بعد قليل يقل من فيه إلى حيث هم قاصدون. ما مضاد كلمة «تبختر»؟

يقول الكاتب محمد تيمور في قصته «في القطار»: صباح ناصع الجبين يجلي عن القلب الحزين ظلماته، ويرد للشيخ شبابه، ونسيم عليل ينعش الأفئدة، ويسري عن النفس همومها، وفي الحديقة تتمايل الأشجار يمنة ويسرة كأنها ترقص لقدوم الصباح، والناس تسير في الطريق وقد دبت في نفوسهم حرارة العمل، وأنا مكتئب النفس أنظر من النافذة لجمال الطبيعة، وأسائل نفسي عن سر اكتئابها فلا أهتدي لشيء. تناولت ديوان موسيه وحاولت القراءة فلم أفلح، فألقيت به على الخوان، وجلست على مقعد، واستسلمت للتفكير كأني فريسة بين مخالب الدهر. مكثت حينًا أفكر، ثم نهضت واقفًا وتناولت عصاي وغادرت منزلي، وسرت وأنا لا أعلم إلى أي مكان تقودني قدماي، إلى أن وصلت إلى محطة باب الحديد، وهناك وقفت مفكرًا، ثم اهتديت للسفر ترويحًا للنفس، وابتعت تذكرة — درجة ثانية — وركبت القطار للضيعة لأقضي فيها نهاري بأكمله. جلست في إحدى غرف عربات القطار بجوار النافذة، ولم يكن بها أحد سواي، وما لبثت في مكاني قليلًا حتى سمعت صوت بائع الجرائد يطن في أذني: «وادي النيل، الأهرام، المقطم»، فابتعت إحداها وهممت بالقراءة، وإذا بباب الغرفة قد انفتح، ودخل شيخ من المعممين، أسمر اللون، طويل القامة، نحيف القوام، كث اللحية، له عينان أقفل أجفانهما الكسل، فكأنه لم يستيقظ من نومه بعد، وجلس الأستاذ غير بعيد عني، وخلع مركوبه الأحمر قبل أن يتربع على المقعد، ثم بصق على الأرض ثلاثًا ماسحًا شفتيه بمنديل أحمر يصلح أن يكون غطاءً لطفل صغير، ثم أخرج من جيبه مسبحة ذات مائة حبة وحبة، وجعل يردد اسم الله والنبي والصحابة والأولياء الصالحين، فحولت نظري عنه، فإذا بي أرى في الغرفة شابًّا لا أدري من أين دخل علينا، ولعل انشغالي برؤية الأستاذ منعني أن أرى الشاب ساعة دخوله. نظرت إلى الفتى، وتبادر لذهني أنه طالب ريفي انتهى من تأدية امتحانه وهو يعود إلى ضيعته ليقضي إجازته بين أهله وقومه. نظر إليَّ الشاب كما نظرت إليه، ثم أخرج من محفظته رواية من روايات مسامرات الشعب، وهمَّ بالقراءة بعد أن حول نظره عني وعن الأستاذ، ونظرت للساعة راجيًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر رابع، فإذا بأفندي وضَّاح الطلعة، حسن الهندام، دخل غرفتنا وهو يتبختر في مشيته، ويردد أنشودة طالما سمعتها من باعة الفجل والترمس. جلس الأفندي وهو يبتسم واضعًا رجلًا على رجل بعد أن قرأَنا السلام فرددناه رد الغريب على الغريب. وساد السكون في الغرفة، والتلميذ يقرأ روايته، والأستاذ يسبح وهو غائب عن الوجود، والأفندي ينظر لملابسه طورًا وللمسافرين تارة أخرى، وأنا أقرأ وادي النيل منتظرًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر خامس. مكثنا هنيهة لا نتكلم كأنا ننتظر قدوم أحد، فانفتح باب الغرفة، ودخل شيخ يبلغ الستين، أحمر الوجه، برَّاق العينين، يدل لون بشرته على أنه شركسي الأصل، وكان ممسكًا مظلة أكل عليها الدهر وشرب، أما حافة طربوشه فكانت تصل إلى أطراف أذنيه، وجلس أمامي وهو يتفرس في وجوه رفقائه المسافرين كأنه يسألهم من أين هم قادمون، وإلى أين هم ذاهبون، ثم سمعنا صفير القطارة تنبئ الناس بالمسير، وتحرك القطار بعد قليل يقل من فيه إلى حيث هم قاصدون. ما علاقة قول الكاتب: «ثم اهتديت للسفر» بما قبله: «وهناك وقفت مفكرًا»؟

يقول الكاتب محمد تيمور في قصته «في القطار»: صباح ناصع الجبين يجلي عن القلب الحزين ظلماته، ويرد للشيخ شبابه، ونسيم عليل ينعش الأفئدة، ويسري عن النفس همومها، وفي الحديقة تتمايل الأشجار يمنة ويسرة كأنها ترقص لقدوم الصباح، والناس تسير في الطريق وقد دبت في نفوسهم حرارة العمل، وأنا مكتئب النفس أنظر من النافذة لجمال الطبيعة، وأسائل نفسي عن سر اكتئابها فلا أهتدي لشيء. تناولت ديوان موسيه وحاولت القراءة فلم أفلح، فألقيت به على الخوان، وجلست على مقعد، واستسلمت للتفكير كأني فريسة بين مخالب الدهر. مكثت حينًا أفكر، ثم نهضت واقفًا وتناولت عصاي وغادرت منزلي، وسرت وأنا لا أعلم إلى أي مكان تقودني قدماي، إلى أن وصلت إلى محطة باب الحديد، وهناك وقفت مفكرًا، ثم اهتديت للسفر ترويحًا للنفس، وابتعت تذكرة — درجة ثانية — وركبت القطار للضيعة لأقضي فيها نهاري بأكمله. جلست في إحدى غرف عربات القطار بجوار النافذة، ولم يكن بها أحد سواي، وما لبثت في مكاني قليلًا حتى سمعت صوت بائع الجرائد يطن في أذني: «وادي النيل، الأهرام، المقطم»، فابتعت إحداها وهممت بالقراءة، وإذا بباب الغرفة قد انفتح، ودخل شيخ من المعممين، أسمر اللون، طويل القامة، نحيف القوام، كث اللحية، له عينان أقفل أجفانهما الكسل، فكأنه لم يستيقظ من نومه بعد، وجلس الأستاذ غير بعيد عني، وخلع مركوبه الأحمر قبل أن يتربع على المقعد، ثم بصق على الأرض ثلاثًا ماسحًا شفتيه بمنديل أحمر يصلح أن يكون غطاءً لطفل صغير، ثم أخرج من جيبه مسبحة ذات مائة حبة وحبة، وجعل يردد اسم الله والنبي والصحابة والأولياء الصالحين، فحولت نظري عنه، فإذا بي أرى في الغرفة شابًّا لا أدري من أين دخل علينا، ولعل انشغالي برؤية الأستاذ منعني أن أرى الشاب ساعة دخوله. نظرت إلى الفتى، وتبادر لذهني أنه طالب ريفي انتهى من تأدية امتحانه وهو يعود إلى ضيعته ليقضي إجازته بين أهله وقومه. نظر إليَّ الشاب كما نظرت إليه، ثم أخرج من محفظته رواية من روايات مسامرات الشعب، وهمَّ بالقراءة بعد أن حول نظره عني وعن الأستاذ، ونظرت للساعة راجيًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر رابع، فإذا بأفندي وضَّاح الطلعة، حسن الهندام، دخل غرفتنا وهو يتبختر في مشيته، ويردد أنشودة طالما سمعتها من باعة الفجل والترمس. جلس الأفندي وهو يبتسم واضعًا رجلًا على رجل بعد أن قرأَنا السلام فرددناه رد الغريب على الغريب. وساد السكون في الغرفة، والتلميذ يقرأ روايته، والأستاذ يسبح وهو غائب عن الوجود، والأفندي ينظر لملابسه طورًا وللمسافرين تارة أخرى، وأنا أقرأ وادي النيل منتظرًا أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر خامس. مكثنا هنيهة لا نتكلم كأنا ننتظر قدوم أحد، فانفتح باب الغرفة، ودخل شيخ يبلغ الستين، أحمر الوجه، برَّاق العينين، يدل لون بشرته على أنه شركسي الأصل، وكان ممسكًا مظلة أكل عليها الدهر وشرب، أما حافة طربوشه فكانت تصل إلى أطراف أذنيه، وجلس أمامي وهو يتفرس في وجوه رفقائه المسافرين كأنه يسألهم من أين هم قادمون، وإلى أين هم ذاهبون، ثم سمعنا صفير القطارة تنبئ الناس بالمسير، وتحرك القطار بعد قليل يقل من فيه إلى حيث هم قاصدون. في المقطع السابق، وظَّف الكاتب عنصرًا أساسيًّا من عناصر القصة القصيرة لرسم الأحداث والشخصيات، فما هو؟

يقول الكاتب يوسف إدريس في قصته «نظرة»: «كان غريبًا أن تسألَ طفلةٌ صغيرة مثلها إنسانًا كبيرًا مثلي لا تعرفه في بساطة وبراءة أن يُعدِّل من وضْع ما تحمله، وكان ما تحمله معقَّدًا حقًّا؛ ففوق رأسها تستقر «صينية بطاطس بالفرن»، وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة، وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهدَّدًا بالسقوط. ولم تَطُلْ دهشتي وأنا أُحَدِّقُ في الطفلة الصغيرة الحيرى، وأسرعتُ لإنقاذ الحمل، وتلمست سبلًا كثيرة وأنا أسوي الصينية، فيميل الحوض، وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية، ثم أضبطهما معًا، فيميل رأسُها هي، ولكنني نجحتُ أخيرًا في تثبيت الحمل، وزيادةً في الاطمئنان، نصحتُها أن تعود إلى الفرن، وكان قريبًا؛ حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه. ولستُ أدري ما دار في رأسها، فما كنتُ أرى لها رأسًا، وقد حجبه الحِمل، كلُّ ما حدث أنها انتظرت قليلًا لتتأكد من قبضتها، ثم مضت وهي تُغمغِم بكلامٍ كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة «ستي». ولم أُحَوِّلْ عينَيَّ عنها، وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات، ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يُشبِه قطعة القماش التي يُنظَّف بها الفرن، أو حتى عن رجلَيها اللتين كانتا تُطِلَّان من ذيله الممزَّق كمسمارين رفيعين. وراقبتُها في عجبٍ وهي تُنشِب قدمَيها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض، وتهتز وهي تتحرك، ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها، وتخطو خطواتٍ ثابتةً قليلة، وقد تتمايل بعضَ الشيء، ولكنها سرعان ما تستأنف المُضيَّ. راقبتُها طويلًا، حتى امتصتْني كلُّ دقيقة من حركاتها؛ فقد كنتُ أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة. وأخيرًا، استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترقَ الشارع المزدحم في بُطء كحكمة الكبار، واستأنفت سيرَها على الجانب الآخَر، وقبل أن تختفيَ شاهدتُها تتوقف ولا تتحرك. وكادت عربةٌ تدهمني وأنا أُسرِع لإنقاذها، وحين وصلتُ كان كل شيءٍ على ما يرام، والحوض والصينية في أتم اعتدال، أما هي فكانت واقفة في ثباتٍ تتفرج، ووجهها المنكمش الأسمر يُتابِع كرة من المطاط يتقاذفها أطفالٌ في مثل حجمها، وأكبر منها، وهم يهللون ويصرخون ويضحكون. ولم تلحظْني، ولم تتوقَّفْ كثيرًا، فمن جديدٍ راحت مخالبُها الدقيقة تمضي بها، وقبل أن تنحرف، استدارت على مهَل، واستدار الحِملُ معها، وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة. ما معنى كلمة «تلمَّست»؟ ثم ابتلعتْها الحارة»

يقول الكاتب يوسف إدريس في قصته «نظرة»: «كان غريبًا أن تسألَ طفلةٌ صغيرة مثلها إنسانًا كبيرًا مثلي لا تعرفه في بساطة وبراءة أن يُعدِّل من وضْع ما تحمله، وكان ما تحمله معقَّدًا حقًّا؛ ففوق رأسها تستقر «صينية بطاطس بالفرن»، وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة، وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهدَّدًا بالسقوط. ولم تَطُلْ دهشتي وأنا أُحَدِّقُ في الطفلة الصغيرة الحيرى، وأسرعتُ لإنقاذ الحمل، وتلمست سبلًا كثيرة وأنا أسوي الصينية، فيميل الحوض، وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية، ثم أضبطهما معًا، فيميل رأسُها هي، ولكنني نجحتُ أخيرًا في تثبيت الحمل، وزيادةً في الاطمئنان، نصحتُها أن تعود إلى الفرن، وكان قريبًا؛ حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه. ولستُ أدري ما دار في رأسها، فما كنتُ أرى لها رأسًا، وقد حجبه الحِمل، كلُّ ما حدث أنها انتظرت قليلًا لتتأكد من قبضتها، ثم مضت وهي تُغمغِم بكلامٍ كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة «ستي». ولم أُحَوِّلْ عينَيَّ عنها، وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات، ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يُشبِه قطعة القماش التي يُنظَّف بها الفرن، أو حتى عن رجلَيها اللتين كانتا تُطِلَّان من ذيله الممزَّق كمسمارين رفيعين. وراقبتُها في عجبٍ وهي تُنشِب قدمَيها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض، وتهتز وهي تتحرك، ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها، وتخطو خطواتٍ ثابتةً قليلة، وقد تتمايل بعضَ الشيء، ولكنها سرعان ما تستأنف المُضيَّ. راقبتُها طويلًا، حتى امتصتْني كلُّ دقيقة من حركاتها؛ فقد كنتُ أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة. وأخيرًا، استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترقَ الشارع المزدحم في بُطء كحكمة الكبار، واستأنفت سيرَها على الجانب الآخَر، وقبل أن تختفيَ شاهدتُها تتوقف ولا تتحرك. وكادت عربةٌ تدهمني وأنا أُسرِع لإنقاذها، وحين وصلتُ كان كل شيءٍ على ما يرام، والحوض والصينية في أتم اعتدال، أما هي فكانت واقفة في ثباتٍ تتفرج، ووجهها المنكمش الأسمر يُتابِع كرة من المطاط يتقاذفها أطفالٌ في مثل حجمها، وأكبر منها، وهم يهللون ويصرخون ويضحكون. ولم تلحظْني، ولم تتوقَّفْ كثيرًا، فمن جديدٍ راحت مخالبُها الدقيقة تمضي بها، وقبل أن تنحرف، استدارت على مهَل، واستدار الحِملُ معها، وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة. ما علاقة جملة «لتتأكد من قبضتها» بما قبلها؟ ثم ابتلعتْها الحارة»

يقول الكاتب يوسف إدريس في قصته «نظرة»: «كان غريبًا أن تسألَ طفلةٌ صغيرة مثلها إنسانًا كبيرًا مثلي لا تعرفه في بساطة وبراءة أن يُعدِّل من وضْع ما تحمله، وكان ما تحمله معقَّدًا حقًّا؛ ففوق رأسها تستقر «صينية بطاطس بالفرن»، وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة، وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهدَّدًا بالسقوط. ولم تَطُلْ دهشتي وأنا أُحَدِّقُ في الطفلة الصغيرة الحيرى، وأسرعتُ لإنقاذ الحمل، وتلمست سبلًا كثيرة وأنا أسوي الصينية، فيميل الحوض، وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية، ثم أضبطهما معًا، فيميل رأسُها هي، ولكنني نجحتُ أخيرًا في تثبيت الحمل، وزيادةً في الاطمئنان، نصحتُها أن تعود إلى الفرن، وكان قريبًا؛ حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه. ولستُ أدري ما دار في رأسها، فما كنتُ أرى لها رأسًا، وقد حجبه الحِمل، كلُّ ما حدث أنها انتظرت قليلًا لتتأكد من قبضتها، ثم مضت وهي تُغمغِم بكلامٍ كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة «ستي». ولم أُحَوِّلْ عينَيَّ عنها، وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات، ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يُشبِه قطعة القماش التي يُنظَّف بها الفرن، أو حتى عن رجلَيها اللتين كانتا تُطِلَّان من ذيله الممزَّق كمسمارين رفيعين. وراقبتُها في عجبٍ وهي تُنشِب قدمَيها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض، وتهتز وهي تتحرك، ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها، وتخطو خطواتٍ ثابتةً قليلة، وقد تتمايل بعضَ الشيء، ولكنها سرعان ما تستأنف المُضيَّ. راقبتُها طويلًا، حتى امتصتْني كلُّ دقيقة من حركاتها؛ فقد كنتُ أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة. وأخيرًا، استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترقَ الشارع المزدحم في بُطء كحكمة الكبار، واستأنفت سيرَها على الجانب الآخَر، وقبل أن تختفيَ شاهدتُها تتوقف ولا تتحرك. وكادت عربةٌ تدهمني وأنا أُسرِع لإنقاذها، وحين وصلتُ كان كل شيءٍ على ما يرام، والحوض والصينية في أتم اعتدال، أما هي فكانت واقفة في ثباتٍ تتفرج، ووجهها المنكمش الأسمر يُتابِع كرة من المطاط يتقاذفها أطفالٌ في مثل حجمها، وأكبر منها، وهم يهللون ويصرخون ويضحكون. ولم تلحظْني، ولم تتوقَّفْ كثيرًا، فمن جديدٍ راحت مخالبُها الدقيقة تمضي بها، وقبل أن تنحرف، استدارت على مهَل، واستدار الحِملُ معها، وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة. ثم ابتلعتْها الحارة» في قول الكاتب: «امتصتْني كلُّ دقيقة من حركاتها» صورة بيانية، فما هي؟ وبِمَ تُوحِي؟

يقول الكاتب يوسف إدريس في قصته «نظرة»: «كان غريبًا أن تسألَ طفلةٌ صغيرة مثلها إنسانًا كبيرًا مثلي لا تعرفه في بساطة وبراءة أن يُعدِّل من وضْع ما تحمله، وكان ما تحمله معقَّدًا حقًّا؛ ففوق رأسها تستقر «صينية بطاطس بالفرن»، وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة، وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهدَّدًا بالسقوط. ولم تَطُلْ دهشتي وأنا أُحَدِّقُ في الطفلة الصغيرة الحيرى، وأسرعتُ لإنقاذ الحمل، وتلمست سبلًا كثيرة وأنا أسوي الصينية، فيميل الحوض، وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية، ثم أضبطهما معًا، فيميل رأسُها هي، ولكنني نجحتُ أخيرًا في تثبيت الحمل، وزيادةً في الاطمئنان، نصحتُها أن تعود إلى الفرن، وكان قريبًا؛ حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه. ولستُ أدري ما دار في رأسها، فما كنتُ أرى لها رأسًا، وقد حجبه الحِمل، كلُّ ما حدث أنها انتظرت قليلًا لتتأكد من قبضتها، ثم مضت وهي تُغمغِم بكلامٍ كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة «ستي». ولم أُحَوِّلْ عينَيَّ عنها، وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات، ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يُشبِه قطعة القماش التي يُنظَّف بها الفرن، أو حتى عن رجلَيها اللتين كانتا تُطِلَّان من ذيله الممزَّق كمسمارين رفيعين. وراقبتُها في عجبٍ وهي تُنشِب قدمَيها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض، وتهتز وهي تتحرك، ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها، وتخطو خطواتٍ ثابتةً قليلة، وقد تتمايل بعضَ الشيء، ولكنها سرعان ما تستأنف المُضيَّ. راقبتُها طويلًا، حتى امتصتْني كلُّ دقيقة من حركاتها؛ فقد كنتُ أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة. وأخيرًا، استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترقَ الشارع المزدحم في بُطء كحكمة الكبار، واستأنفت سيرَها على الجانب الآخَر، وقبل أن تختفيَ شاهدتُها تتوقف ولا تتحرك. وكادت عربةٌ تدهمني وأنا أُسرِع لإنقاذها، وحين وصلتُ كان كل شيءٍ على ما يرام، والحوض والصينية في أتم اعتدال، أما هي فكانت واقفة في ثباتٍ تتفرج، ووجهها المنكمش الأسمر يُتابِع كرة من المطاط يتقاذفها أطفالٌ في مثل حجمها، وأكبر منها، وهم يهللون ويصرخون ويضحكون. ولم تلحظْني، ولم تتوقَّفْ كثيرًا، فمن جديدٍ راحت مخالبُها الدقيقة تمضي بها، وقبل أن تنحرف، استدارت على مهَل، واستدار الحِملُ معها، وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة. ثم ابتلعتْها الحارة» بِمَ يُوحِي قول الكاتب: «استماتت عليه»، في قوله: «وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه»؟

يقول الكاتب يوسف إدريس في قصته «نظرة»: «كان غريبًا أن تسألَ طفلةٌ صغيرة مثلها إنسانًا كبيرًا مثلي لا تعرفه في بساطة وبراءة أن يُعدِّل من وضْع ما تحمله، وكان ما تحمله معقَّدًا حقًّا؛ ففوق رأسها تستقر «صينية بطاطس بالفرن»، وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة، وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهدَّدًا بالسقوط. ولم تَطُلْ دهشتي وأنا أُحَدِّقُ في الطفلة الصغيرة الحيرى، وأسرعتُ لإنقاذ الحمل، وتلمست سبلًا كثيرة وأنا أسوي الصينية، فيميل الحوض، وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية، ثم أضبطهما معًا، فيميل رأسُها هي، ولكنني نجحتُ أخيرًا في تثبيت الحمل، وزيادةً في الاطمئنان، نصحتُها أن تعود إلى الفرن، وكان قريبًا؛ حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه. ولستُ أدري ما دار في رأسها، فما كنتُ أرى لها رأسًا، وقد حجبه الحِمل، كلُّ ما حدث أنها انتظرت قليلًا لتتأكد من قبضتها، ثم مضت وهي تُغمغِم بكلامٍ كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة «ستي». ولم أُحَوِّلْ عينَيَّ عنها، وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات، ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يُشبِه قطعة القماش التي يُنظَّف بها الفرن، أو حتى عن رجلَيها اللتين كانتا تُطِلَّان من ذيله الممزَّق كمسمارين رفيعين. وراقبتُها في عجبٍ وهي تُنشِب قدمَيها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض، وتهتز وهي تتحرك، ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها، وتخطو خطواتٍ ثابتةً قليلة، وقد تتمايل بعضَ الشيء، ولكنها سرعان ما تستأنف المُضيَّ. راقبتُها طويلًا، حتى امتصتْني كلُّ دقيقة من حركاتها؛ فقد كنتُ أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة. وأخيرًا، استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترقَ الشارع المزدحم في بُطء كحكمة الكبار، واستأنفت سيرَها على الجانب الآخَر، وقبل أن تختفيَ شاهدتُها تتوقف ولا تتحرك. وكادت عربةٌ تدهمني وأنا أُسرِع لإنقاذها، وحين وصلتُ كان كل شيءٍ على ما يرام، والحوض والصينية في أتم اعتدال، أما هي فكانت واقفة في ثباتٍ تتفرج، ووجهها المنكمش الأسمر يُتابِع كرة من المطاط يتقاذفها أطفالٌ في مثل حجمها، وأكبر منها، وهم يهللون ويصرخون ويضحكون. ولم تلحظْني، ولم تتوقَّفْ كثيرًا، فمن جديدٍ راحت مخالبُها الدقيقة تمضي بها، وقبل أن تنحرف، استدارت على مهَل، واستدار الحِملُ معها، وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة. ثم ابتلعتْها الحارة» أيٌّ من الآتي من عناصر القصة القصيرة لم يتحقَّق في القصة السابقة؟